الأخضر الجديد ..هل سيحقق كأس الخليج ..
محمد سهيل السكيني
04-10-1439 10:44 صباحًا
0
0
404
قبل أن أتحدث عن أخضرنا الجديد ، أود أن أعبر كغيري عن الفرحة ، بعودة الكرة الكويتية إلى المشاركات الدولية ، بعد أن تم رفع حظر الاتحاد الدولي عنها ، فالكرة الكويتية هي ، أحدى الركائز الأساسية في كرتنا الخليجية ، ومشاركتها في العرس الخليجي لا غنى عنه ، وذات طابع مميز خاصة أمام الأخضر السعودي ، ومن حسن حظ تلك العودة ، أنها كانت من ارض الكويت ، فكان الحضور مشرفا ،حيث امتلأت جنبات إستاد جابر الصباح ، في يوم الافتتاح الكبير ،بجماهير الأزرق المتعطشين لفريقهم البطل ، فريقهم الذي حاز على نصيب الأسد ،من تلك البطولة ، الجمهور الكويتي كان حاضرا وبقوة ،في كل مباريات فريقه ، ولكن للأسف كان خروجهم مبكرا ،بعد خسارة أول مباراتين ، وإذا كان الجمهور قد خسر البطولة، فربما كسب العودة ، والحضور القوي في المدرجات ، مما يبشر بعودة قوية لهم، في المنافسات القادمة إن شاء الله ، وللأمانة فإذا كان هناك من علامة بارزة في كأس الخليج ، فهو الجمهور وحضوره ، فكأس الخليج لا طعم لها بلا حضور جماهيري ، هذه الكأس التي لا غنى لفرقنا الخليجية عن المشاركة فيها ، فهي جزء من التكوين الخليجي ، حيث التنافس الكبير والإثارة والتشويق ، فمنذ أن انطلقت هذه البطولة ، بفكرة سعودية خالصة ، حيث أقترح إقامتها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ، عندما كان رئيسا للشباب والرياضة في المملكة ، فمنذ أن انطلقت في البحرين عام 1972 ،وهي طموح لكل منتخب خليجي ، بل أن المنافسة فيها ، ليست في الملعب فقط ، بل تعدى ذلك إلى التنافس، بين المسئولين خارج الملعب ،من خلال تصريحاتهم وتعليقاتهم ، ولعل الجميع يتذكر ذلك التنافس الكبير ، بين عملاقي الكرة الخليجية ، الأمير فيصل بن فهد والشهيد فهد الأحمد رحمهما الله ، التنافس الذي أضاف للبطولة طعما خاصا ، وإثارة لا تنته إلا بنهاية البطولة ، في إطار أخوي مشرف ، فكانت جميع بطولات الخليج ، بوجودهما قمم نارية من البداية للنهاية ، هذا عن البطولة بشكل عام ، أما إذا ما تحدثنا بشكل خاص ، وعن منتخبنا الأخضر ومشاركاته ، فإن المنتخب السعودي وفي كل بطولات الخليج ، كان مرشحا فوق العادة لنيل البطولة ،ولكن للأسف فان العقدة الخليجية كانت ملازمة له ، فعلى الرغم من وجود عمالقة كرة القدم بين صفوفه ، سواء كانوا لاعبين أو أجهزة فنية ، إلا أن تلك الكأس ظلت معاندة للخزانة الخضراء ،ما يقرب من عقدين من الزمن ، فمنذ الانطلاقة عام 1972 لم يتحقق الحلم ألا عام 1994 ، عندما رفع فؤاد أنور الكأس في أبو ظبي ،في فرحة لم يعرف الشارع السعودي مثلها ، مع أن الأخضر كان قد حقق ،كأسين للقارة الأسيوية قبلها ، عام 84 في سنغافورة و88 في الدوحة ، ألا أن هذين الكأسين لم تشفيا غليل الجمهور السعودي ، والذي كان يرى في كأس الخليج ، أثبات ذات وتحد من نوع آخر ،فكانت كأس الخليج تشكل ضغطا رهيبا على كل الرياضيين في المملكة ، بل بسببها كانت تعين وتقال أجهزة فنية وإدارية ، ولم تنكسر كل هذه الأشياء ،إلا عندما تحقق اللقب، وربما كان للإعلام الخليجي والمحلي قبله ،دورا كبيرا في هذا الضغط الرهيب ، ومع كل ذلك يجب أن نشير ، إلى أن الاستعداد لهذه البطولة ، كان مغايرا لكل الاستعدادات وفي كل المشاركات سواء القارية أو حتى الدولية ، وذلك لأن القائمين على المنتخب كانوا يعون ، ردات الفعل في حال الخسارة والانكسار ، ومع كل الجهود المبذولة ، كان الحظ يقف حائلا دون تحقيقها ، حتى أصبحت كأس الخليج ، عقدة ملازمة للأخضر ، ليطلق بعدها البعض عبارته الشهيرة، لن يحقق السعوديون كأس الخليج ، ألا إذا أصبحت الكرة مربعة ، وبعد تلك السنين ، سبحان مغير الأحوال ، فبعد أن كان الاستنفار والاستعداد الكبير ، ها نحن الآن نرسل للبطولة منتخبا بديلا ، غير المنتخب الأساسي المعروف ، ليس تقليلا من البطولة أو من شأنها ، لكن لنبين للآخرين أن الكرة السعودية ، تزخر بالموهوبين والمبدعين ، وأن الكرة السعودية تصنع بدل المنتخب الواحد أربعة منتخبات ، ودليل ذلك أن المنتخب الذي يشارك الآن جديد تماما ، ولا يعرف منه على المستوى الدولي ، إلى أربعة أو خمسة لاعبين فقط ، بل أن بعضهم تعتبر مشاركتهم في كأس الخليج ، هي المشاركة الأولى دوليا ، في ظاهرة لم تحدث ، للكرة السعودية على مر تاريخها ، الأخضر الجديد والذي ظهر في الكويت ،أثبت أن لعبة الأسماء ، لا تعني الكثير في كرة القدم ، وان العطاء هو الفيصل والمحك الحقيقي ، ودليل ذلك تفوق علي النمر ونايف هزازي القادسية ، وذلك على سبيل المثال فقط ،وليس تقليلا من شأن البقية فالجميع مبدعون ، والسؤال الذي يطرح نفسه فعلا ، هل يستطيع الأخضر الجديد تحقيق كأس خليجي 23 ؟ هل يستطيع منتخب عبد الرحمن العبيد ومحمد كنو ، تحقيق ما عجز عنه عمالقة كرة القدم السعودية ،كصالح النعيمة وماجد عبدالله ومحمد عبدالجواد وصالح خليفة وفهد المصيبيح ، هل يستطيع الأخضر البديل أن يظفر بالكأس ، ويهديها إلى الرياض عاصمة كل العرب ، هذا السؤال لن يجيب عليه أحد ، وسننتظر إجابته في الأيام القادمة ، إذا ما توفق اﻷخضر وسار قدما نحو اﻷدوار النهائية ، فإن كان ذلك صفقنا له ، وإن لم يكن كذلك صفقنا له كثيرا ، لأن لدينا منتخبا أخبرنا بأن كرتنا بخير ، وأخبرنا بأن رياضتنا، هي الأجمل والأمثل والأكمل في الخليج وآسيا .

0
0
404
04-10-1439 10:44 صباحًا